حضارة الإنكا وأين نشأت



حضارة الإنكا من الحضارات السحيقة التي أبهرت العالم بما تركته من أثار وما توصلت إليه من علوم لكن كيف اندثرت هذه الحضارة ولماذا اختفت أغلب آثارها؟

حضارة الإنكا هي واحدة من أهم الحضارات التي انتشرت في أمريكا الجنوبية وتحديداً في جبال الأنديز، ومازالت عاداتها وتقاليدها موجودة حتى اليوم لدى سكان الجبال الأصلين، فكان أول من بدأها هم الهنود الحمر في القرن الثاني عشر بعد الميلاد، وقد استطاعت هذه الحضارة أن تُبهر العالم بما تركته من آثار في غاية الأصالة والروعة والتفرد، فلم تكن آثارها تُشبه أي حضارة أخرى مجاورة لها، بل وتدل على أنهم بلغوا جانباً شديداً من التقدم والرقي، لكن كيف تراجعت حضارة الإنكا؟ وكيف عاد شعبها إلى الجبال والحياة البدائية مرة أخرى؟ ولماذا سُميت بهذا الاسم؟ هذا ما سنعرضه في المقال التالي.

لماذا سُميت حضارة الإنكا بهذا الاسم وأين نشأت؟

معنى كلمة إنكا
كلمة إنكا في لغة شعوب الإنكا تعني “الابن الأوحد للشمس” وهو الحاكم، كان لابد له أن يتزوج من أخته ويُطلق عليها “كويا” كي يُحافظ على نسل العائلة الملكي القادم من الإله مباشرة، ويُقال أن العائلة التي حكمت شعب الإنكا كان لها أربعمائة طفل بهذه الطريقة!

بداية حضارة الإنكا
لم يعرف أحد الكثير عن بدايات حضارة الإنكا وذلك لانعدام المخطوطات المتوارثة عنها، فبدايتها كانت متواضعة للغاية ولم تكن أكثر من مجموعة قبائل عاشت في جبال الأنديز بداية من عام 1100م، لكنها تطورت كثيراً بعد ذلك في العديد من الجوانب وتوسعت حتى وقعت فريسة الاحتلال الإسباني.
في القرن الخامس عشر تمكن الحاكم التاسع للإنكا ويُدعى باتشاكوتي من إقامة الإمبراطورية وإعادة تنظيم الحياة السياسية والاجتماعية وتخطيط مدينة كوزكو العاصمة بعد أن تهدمت بسبب غارات السكان المجاورين للإنكا.
استمر باتشاكوتي وابنه في التوسع وإقامة المدن وضم أراضي جديدة للإمبراطورية وإدارتها بصورة فعالة حتى وصلت الإمبراطورية لأجزاء من كولومبيا والإكوادور.
في القرن السادس عشر وتحديداً بعد موت هواينا كاباك حفيد باتشاكوتي، تنازع ولديه على الحكم حتى انقسمت الإمبراطورية وضعفت بشكل خطير فقد أقدم احدهما على قتل الآخر كي يستولي على الحكم ما سهل وقوعها تحت الاحتلال الإسباني.

الغزو الإسباني لإمبراطورية الإنكا
كان الغزو الإسباني للإنكا أشبه بمؤامرة، فبعد أن فاز أتاهوالبا بحكم إمبراطورية الإنكا، قدم أحد المستكشفين الأسبان ومعه مجموعة كبيرة من الرجال إلى بيرو، وقام بنصب كمين للجيش والحاكم وتمكنوا من أسره طلباً للفدية، ثم قاموا بإعدامه بعد أن دفعها، فأصبحت الإمبراطورية بدون حاكم ما سهل دخول الجيش الإسباني واحتلال الإمبراطورية والاستيلاء على كنوزها وثرواتها.

لغة شعب الإنكا
شعوب الإنكا مازالت حتى اليوم تتحدث لغة “رونا سيمي” وهي لغة شفهية لا تُوجد بها أي مخطوطات أو كتابات، وحتى شعوب الإنكا نفسهم لم يكتبوها، بل توارثتها الأجيال كشيء من ميراثهم التقليدي وعلموها لأولادهم.


العلوم التي عرفها الإنكا

الطب
رغم أن شعب الإنكا ربط الأمراض التي تُصيب الإنسان بالجوانب الغيبية والسحر وافترضوا أن المرض يكون نتيجة إصابة الروح وانفصالها عن الجسم، إلا أنهم عرفوا كيفية إجراء العمليات الجراحية وتوصلوا لطرق التخدير باستخدام النباتات المخدرة، كما ابتكروا بعض الأدوية وعرفوا تطهير الجروح وتضميدها وإيقاف النزيف، وعالجوا أمراض الجهاز الهضمي والعديد من الأمراض الجلدية الأخرى.

الرياضيات
معرفتهم بالرياضة لم تكن عميقة بما يكفي، لكنهم عرفوا النظام العشري وبعض المعادلات الرياضية وطرق حساب المساحة وغيرها، وظهر إبداعهم جلياً في إنشاء المباني والمعابد.

الفلك
استخدم الإنكا الأعمدة الحجرية لرصد حركة الشمس والظل وتحديد التوقيت وانقلاب الفصول، واستخدموا ما توصلوا إليه في تطوير الزراعة وتحديد مواقيت الحصاد، وابتدعوا تقويماً خاصاً بهم، كما ارتبط القمر لديهم بالعديد من المناسبات الدينية.

الجغرافيا
استطاع شعب الإنكا الإلمام بكل تفاصيل السطح والجغرافيا المحيطة به، وبناء على ذلك قاموا بتقسيم الإمبراطورية، واستغلال التضاريس لصالحهم، كما قاموا برسم خرائط من الطين وابتدعوا رموزاً لتحديد مدي وعورة السطح وارتفاعه.


الدين عند حضارة الإنكا
في البداية كانت شعوب الإنكا تعبد كل ما هو طبيعي من حيوانات وطيور وحتى الظواهر الطبيعية كالمطر والبرق وغيره، وقاموا ببناء المعابد وزخرفتها لهم وعينوا عليها الكهنة، واعتادوا تقديم التضحيات البشرية لأجل الآلهة.
في المرحلة التالية عبدوا إله واحد فقط هو الشمس، وأسموه “أنتي” وشيدوا له المعابد المدرجة وغالوا قليلاً في ارتفاعها حتى تصل لضوء الشمس بين أشجار الغابات الكثيفة، وكان الحاكم لديهم هو ابن الشمس والموكل بحكمهم.
اعتقد الإنكا أيضاً أن وادي “ميتشو بيتشو” الذي يتقاطع مع نهر أوروبامبا أحد الوديان المقدسة، وحرصوا دائماً على المرور به والاغتسال في النهر والتبرك برماله وحصيه ظناً منهم أنها تدفع عنه الشرور وتحميهم.


زواج الإنكا
كان الزواج عند الإنكا أشبه بواجب اجتماعي الغرض الأساسي منه هو التكاثر لا أكثر، فأغلبهم كان يتزوج بين سن الخامسة عشر والعشرين من عمره، ولم يكن لأحد حق اختيار شريك حياته، بل كان ذلك يتم باختيار الأهل وكبار القوم، كما كان للمرأة دور كبير في الحياة الاجتماعية حيث ساندت الرجل جنباً إلى جنب في الأعمال وكافة جوانب الحياة.


آثار الإنكا
الآثار التي خلفتها حضارة الإنكا خاصة المعمارية أدهشت العالم بشكل حبس الأنفاس، حتى ظن البعض أنهم زوار من كوكب آخر! لكن مع الأسف أغلب هذه الآثار دُمرت بفعل الزلازل التي ضربت المنطقة، وغُمرت تحت مياه المحيط الهادئ، لكن هناك بعض المساعي والمناشدات الدولية بإعادة ترميم هذه الآثار وانتشالها مرة أخرى.



تعليقات

حمل تطبيق اهل البصرة لهواتف الاندرويد

حمل تطبيق اهل البصرة على هواتفكم المحمولة

اتصل بنا

إرسال