قصة قصيدة قل للمليحة في الخمار الاسود



من منا من لم يردد اغنية (قل للمليحة في الخمار الاسود) والتي هي قصيدة  انشهرت منذ  غناها العملاق صباح فخري  ، وطربنا لجمالية كلماتهاوسحر معانيها ، لكن الاغلبية منا يجهل ان  وراء هذا السحر ، قصة !!

من قائل القصيدة :

هو ربيعة بن عامر التميمي، الشهير بــمسكين الدَّارمي،

وسبب تلقيبه بالمسكين هو بيت شعر قاله:

أنا مسكين لمَن أنكرني — ولِمَنْ يعرفني جدٌّ نَطِق

وهو أحد سادات قبيلة بني دارم الّتي كانت تُوجد في العراق في عهد الدولة الأمويّة، برز فيها شعراء مُجيدون، أشهرهم على الإطلاق: الفرزدق. وسبب تلقيبه بالمسكين هو بيت شعر قاله:  أنا مسكين لمَن أنكرني — ولِمَنْ يعرفني جدٌّ نَطِق

من المرجّح أنّه وُلد في عصر الخلافة الراشدة، وتُوفّي سنة 89 للهجرة، المصادفة للسنة 708 من الميلاد. وكانت له صلات وثيقة مع معاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد؛ فكان يفِدُ بين الفينة والفينة إلى دمشق مادحًا خلفاءها  شمل شِعره  كافّة أغراض الشعر المعروفة في عصره من فخر وحماسة وهجاء ورثاء ومدح وغزل .

شهرته تحقّقت بكتابته للقصيدة الّتي يقول مطلعها :

 “قُلْ للمليحة في الخمار الأسود”


قـــصّة كـــتابـة هــذه القـــصيدة:

حسب روايتيْ ابن حجّة الحموي في كتابه “ثمرات الأوراق“، وأبو الفرج الأصفهاني في كتابه الشهير “الأغاني“:

“قَدِمَ تاجرٌ إلى المدينة يَحمِلُ مِن خُمُرِ العراق ، فَباعها كُلَّها إلا ذات اللون الاسود ، فشكا إلى الدارِمي ذلك. وكان الدارِمي قَد نَسكَ وتَعبَّدَ ، فَعمل أبيات وأُمِرَ مَن يملك صوتًا رائعًا ، يُغَنِّي بِهما في المدينة :

قُلْ للمَليحَةِ في الخِمارِالأسودِ    ماذا فَعَلتِ بِزاهِدٍ مُتَعبِّدِ

قَد كان شَمَّرَ للصـــلاةِ إزارَهُ حَتى قَعَدتِ لَه بِبابِ المَسجدِ رُدِّي عَلَيهِ صَلاتَهُ وصـــيامَهُ لا  تَقتُليهِ بِحَـــقِّ دِيــنِ مُحَــمَّدِ فشاعَ الخبرُ في المدينة أنَّ الدارِمي رَجعَ عَن زُهدِه وتَعشَّقَ صاحِبةَ الخِمارِ الأسود، فَلم يَبقَ في المدينة المنوّرة فتاة أو سيّدة، إلّا اشترت لها خماراً أسود. 

فلمّا أنفذ التاجر ما كان معه رَجعَ الدارمي إلى تَعَبُّدِه وعَمدَ إلى ثِيابِ نُسكِه فَلَبِسَها .

تجدد القصيدة في  القرن العشرين

اشتهرت القصيدة بصوت المطرب الأسطورة صباح فخري  إلى درجة اقترانها به، إلّا أنّه لم يغنّي قصيدة الدارمي كما هي، بل غنّى النسخة المنقّحة .

فهذه الأغنية في صيغتها المعاصرة تعود إلى عمل جمع بين الفنّانيْن العراقيّيْن: احمد الخليل /شعوبي ابراهيم.

يذكر انه عندما أراد أحمد أن يلحّنها من جديد طلب من شعوبي أن يضيف إليها بعض الأبيات.

فعمل شعوبي ابراهيم  على تخميسها، فأصبحت بُنية القصيدة وكلماتها على هذا النحو:

يا داعياً لِلّهِ مرفوع اليدِ

 متضرّعًا متوسّلاً بالمُنجد

يا طالبًا منه الشفاعة في غدِ

قُلْ للمليحة في الخمار الأسودِ — ماذا فعلتِ بناسكٍ متعبّدِ

وبعد هذا التخميس وزيادة أبيات القصيدة، أضاف عليها الملحّن أحمد الخليل  نكهة صوفيّة خالصة من مقام السيكا العراقي لتتناسب مع كلمات القصيدة .

وقد غنّاها مُطربون كُثرٌ، كلّ بطريقته الخاصّة. لعلّ أبرزهم

ناظم الغزالي

صباح فخري

هيام يونس

وآخرون.....

مطلع القصيدة

قُلْ للمَليحَةِ في الخِمارِ الأسودِ

ماذا فَعَلتِ بِزاهِدٍ مُتَعبِّدِ

قَد كان شَمَّرَ للصلاةِ إزارَهُ

حَتى قَعَدتِ لَه بِبابِ المَسجدِ

رُدِّي عَلَيهِ صَلاتَهُ وصيامَهُ

لا تَقتُليهِ بِحَقِّ دِينِ مُحَمَّدِ



تعليقات

حمل تطبيق اهل البصرة لهواتف الاندرويد

حمل تطبيق اهل البصرة على هواتفكم المحمولة

اتصل بنا

إرسال